هروب بلا هاربه .. حديث الـ" أنا "..

الهروب الأول ..

اقبل الليل وجلب معه سواده الذي يغسل روحي ..
لطالما حيرني وطبع شجونه على صدري ..
كل شيء فيه دقيق وغامض , سماءه صافيه غامقة تثير شجون العاشقين ..
ولكن هل سمعتم يوماً اهازيج القمر قبل المغيب ..؟
مسكين انت يا قلبي كم ذقت المرار ..
عظيم انت مليئ بالأسرار .. حزين ولا ادري متى ستنهار ..
احلم ببحر كبير ملئ بالقوارب وكل قارب فيه اسمه " ح ل م "
تشابهه في المسمى واختلاف في المضمون ..
امتلئ البحر بالأحلام فخاصمني !
قال : توقفي يا فتاه , فأنا بحر مليى بالأسرار لا تزيديني هماً ولا تكثري علي القوارب , وإلا سأطلب منك الرحيل !
لك قارب واحد ان حضر فلن يكون المأمول ..
فانا والله لا استطيع ان أكون حافظاً لكل ما تحلمين , الرياح قادمه والمطر قريب ..
فلا تحمليني عبئاً ترفضه الصدور ..
خفت كثيراً وخشيت على احلامي من الضياع
فرحت بسرعة احلم بان تكون معي مدى الحياه !
زاد قارب !
هبت الرياح وثار المطر وراحت احلامي تحاول التشبث والمكوث
وها قد صاح البحر : ايتها الحالمه الوداع , دقت اجراس الرحيل ....
آه يا احلامي ...
ها قد عدتِ إلي منزوعة الروح ...
نامت الأحلام ففاقت الأوهام ..
واهازيج القمر تأمرني بالقيام ..
وتعدني بمستقبل معتق بالأحلام ..

* 8/9/1431 رمضان

هروب " 2 "

انشغل الواقع بتفسير الحلم حتى أهملني
حتى وجدت نفسي في نهاية مطاف الأمنيات ..
أتنفس صبراً .. وأشكي ألماً في صدري لا يزول ابداً ..
حفظت تفاصيل الغياب إلا أنها انكرتني دائما وألقتني في بؤرة من تفاصيل مبهمة ..
سافرت بي إلى عالم الاوعي , حرمّت علي استنشاق السعاده ..
صدّقت الحلم وآمنت بوعوده , حتى تجلى امام عيني واقترب ..
حتى صار بين قبضتي حتى حتى حتى احرقني !
خيّل لي بان الدنيا ستصبح ورديه ..
وان الانسان سيحلق كما الطير في يوم من الأيام ..
وان الخيال سيغلب الواقع ويتسيد ..
وان الفصول ستكون الربيع دائماً ..
وان البياض سيغطي العقول ويحي القلوب ويحرج جميع الألوان ..!
طيري يا مفردات الألم واذهبي بعيدا ..
حلقي ولا تعودي الى أمك ابداً ..
واذكريني بالخير دائما .. ولن اذكرك الا كما أنتي ..

*1432/2/1 صفر

هروب " 3"

شريط عمري يمر امامي بكل هدوء ..
ليذكرني بكل ما اتمنى نسيانه..
يذكرني بفرحي وببرائتي عندما التقيتك ..
اتذكر تلك اللحظه جيدا ..
فيها امطرت السماء ورودا حتى ظننت ان المطر لم يكن ماءا في يوما من الايام !
كنت مغمورة بالسعاده .. محاطة بالاحلام ..~
لم اكن امشي .. بل كانت احلامي تحلق بي الى السماء ..
ارتفع كلما حلمت اكثر حتى وصلت الى القمه ..
اتذكر عندما نمت على طرف سحابة الود واتذكر عندما احتضنتني سحابة الامل ..
كان الابيض يغطي المكان ويزيد الفرح في قلبي , ويذكرني بالطهر الذي لطالما كنت اتنفسه ..
كان قلبي يتيما من الحزن في هذه اللحظه ..
كنت اتنفس الراحة حتى اختنقت !
ليتك يا حلمي تتحول الى واقع , وليتني اكف عنك قليلا ..
حتى اريح قلبي من تدثيره بأمل منتظر ..

خارج النص
بكى العصفور من شدة الألم
حتى نسي انه كان يغرد في يوم من الأيام ..

هروب " 4 "

تمنيت العمر يمشي ..
وانا اشوفه قبل رمشي ..
اسولف له عن اوجاعي ..
ويسالني قبل يمشي : تبين اجيب لك ضحكه ؟
تصبر قلبك الدامي على بعدي على هجري وخسراني ..؟!
ولا اعطيك العمر كل العمر بيدك يكون ؟
وتكوني انتي له عيون ..
مابي جفون .. ابي عيونك تشوف هالدنيا باحساس الطيبه المدفون ..
اه ما اقساك يا دهر !
كلي امل انك تخف عني شوي ..
كنت انتظر انك على بابي تمر , وتعطيني الخبر ..
ولا لقيت منك اي شي الا الصبر .. ثم الصبر .. ثم انتشال اوجاعي من ايام الغدر ..
ثم اكتشفت ان الحزن اللي سكن تفاصيلي سنين قوّه كبر !
بنى له بيت عمّر وانتصر
سيطر علي ورسم على جدران قلبي متاهات وسراديب مظلمه ..
تذكرني بايام الشتاء لا هب الهواء وانا اضم صورتك بيدي ..
وانتظر .. وانتظر
قطرة مطر تحيي الأمل وتجدد اوراق الخريف ..
او حتى تجيبك طيف !
وجا الصيف وذاب الثلج وذابت اشواقي معه
كنت اتمنى اي سراب لك اتبعه .. او اسمعه .. ويا كثر ما تمنيت امسح مدمعه !
وتمنيت العمر يمشي وانا اشوفك قبل رمشي ..
ولكن للاسف خلص الحكي ..
وانتهت حكايتنا باسى ..
واختفى كل الدفى .. و الحلم بعيوني غفى ..

*27 /11 / 1431 ذو القعده

..

يتبع

Facebook Twitter

28-06-2011, 01:50 AM #2
مطبوخه
عضو مهوب جديد

هروب " 5 "

يااااه ..
ها انا وبعد كل هذه الجروح لا زلت اكتب ..
ها انا انزف وانزف ولا زلت اكتب ...
حزن المفردات امر لا تتقبله مخيلتي , ولا يستطيعه قلمي ..
وكأنني حرمت على نفسي حروف هذه الكلمه ..
كيف لا وهي التي اوصلت قلبي الى غياهب الألم !
لا اكتب لانني حزنيه او سعيده ..
ولا اكتب لانني اشعر برغبة في الكتابه ..
ولا اكتب لانني كاتبه مخضرمه ..
ولا اكتب لاتخلص من مشاعري التي قيدتني ..
ولا اكتب من اجل الشهره !
أكتب لألبي حاجة في نفسي تابى النسياآآن ..
فاولله يا قلم : ما رأيت اوفى منك ابدا ..
احن الى حضن امي الدافئ الذي لم اكن اشعر فيه بالبرد النفسي !
البرد النفسي نعم !
انه مزيج من ثلوج حاااره , ونار باااارده !
تقلبني كيفما تشاء , وفي اي وقت ...
نداء أرقني في خضّم الضجيج
هلّ علي بتعويذات أشد من السحر ..
جعلني أحن الى اكثر الذكريات ألماً , وكأنني اعتدت على ايجاد ما ينقصني فيها ..
شيئا سلبته مني دون ان اعلم ..
نسيم تلك الروح لا ينفك يطاردني !
وعروقها ثابتة فيني حتى وان هبت رياح المستقبل ..
أقسم !
انها كلمات خرجت من اعمق نقطة في روحي

* 22/11/1431 ذو القعده

هروب " 6 "

اعلنت انهزامي لاظهر قوتي !
هكذا قالت السحابه السوداء التي لازمتني عند الرحيل ..
سالتها خاشية اجابة مّره ..
ولكن , ما اعطتني اياه ادهى وامر ..
ادخلتني في ترهات التفكير , تلك التي لا استيطع الخروج منها سليمة دائما ..
فالخيال ياخذني بعيدا .. ويعيدني بعيده !
ابعد مما تشتهيه نفسي .. وابعد مما تستوعبه مخيلتي الصغيره ..
كنت الطرف الخاسر بلا جدال , اي علامة تلك .؟
ولماذا خلقت في مثل هذا الموقف بالذات .؟
غالبا ما يكون الضجيج هو المؤثر الاول والمخرب ..
بل انه سبب دائم لوأد الامنيات واللأحلام , لا يرتاح ولا يكل الا حينما يعانق السحاب ..
ليسقط منها قطع الماضي الأليم !
لا ينفك حتى يرى الغرز قد انقطعت والجرح ينزف كما كان ..
سكنته هي واستوطنت به , ولكنه ابى التغيير .!
ولم يستطع تغير مسماه او مضمونه .. لانه مجرد قطع قد اوجدها السراب ..

*20 / 1431 ربيع الثاني

هروب " 7 "

سئمت انقسامي وتوسع محيطات احلامي : (
سئمت حيرتي , والتمدد على ضفاف شاطئ الاحزان ..
وارتداء ثياب تخفي داخلي قبل خارجي !
سئمت تلك النظرة السوادء الباهته المصحوبة بدمعة اجبارية النزول !
سئمت صعوبة الحياة واندلاع الحروب بين مشاعري ..
سئمت السئم والشؤم ..
سئمت التفكير ومرارة القرار ..
ليتني استطيع الحصول على بئر !
لالقي فيه جميع الاسرار واريح الاعماق قليلاً ..
ليتني استطيع الحصول على أمن !
لحماية احلامي وكفها عن التوسع !
سئمت الزاوية التي الجأ اليها كل ما ضاق بي الحال ..
فيها يكون كل شيء واضحاً ..
ماض حضر ليثبت نفسه ويبرهن بان اندثار الحزن لم يتحقق بل كانت خدعة استخدمها الواقع ليرفع
لواء الأمل ويحمي حقن البسمة من الانقراض !
اذكر انني فيه ابتسمت , بل انني اخذت ارسم وجوه ضاحكة في الهواء واتباهى واسخر
من امسي المتهالك , ولكن سرعان ما تركني جمال الاحساس واعلن رحيله من دون وداعٍ او تبرير ..
ارتفع نظري الى السماء فرأيتها قد شارفت على الانتهاء من كتابة كلمة مكونة من ثلاثة احرف
" ك م د "
الرابط بينهم شرط ذكرياتي المر جمعهم بكل يسر وبلا تعقيد وبين ثناياه اسرار يابى اخراجها ..
ابتسمت وايقنت بان الحزن رفيق وفي لكل من اختار الغرق في دوامة الفراغ الملونة !

هروب " 8 "

في صباح ذلك اليوم الملئ بالغيوم احاطت بي مشاعر غريبة
مجهولة المصدر والمراد .!
لم اعرها اهتماماً بل انني ربطتها باجواء الصباح المضطربه ..
لم يكن هذا اليوم بداية او نهاية لتلك الاحساسيس الغريبة التي تجتاحني بين الحين والآخر ..
لا بل كان من اشدها حيرة وغموض !
اكتب كلماتي بمداد اسود .. اقتبسته من اجواء الصباح ..
واسطراها باحساسيسه الغريبة ..
فعذراً على الغموض ان ورد هنا ...
لم احس بحرارة جسمي او برودته لم يدق قلبي او يحزن !
كان كل شيئاً هادئاً تماماً كطفل خرج منذ ساعة من رحم امه !
اذاً فهي مسالة نفسية قد لا يحسها سوى داخلي وكأنني قد انقسمت الى جزئين !
" جسد " و "روح " ولكل قسم الحق في الشكوى ...
ماذا يحمل هذا الصباح ليجعلني اقوم بمثل هذه التحليلات .؟!
اهي فلسفة لا ارادية ..؟
ام رغبة قوية في النضوج !!
ذكرني حالي بصياد هادئ يرتدي قبعة مخفياً بذلك بعضاً من ملامح وجهه المحير ..
يرمي سنارته بكل دقه وحذر ومن ثم يجلس وينتظر صيدته الثمينه التي ستكون خلاصاً لجوعه ان وُجدت ..
" ارتجي عطف الكلمة لاشرح الاجواء "
اجواء يوم من حياتي كان وما زال مجهول المعالم بكل ما فيه ..
اتكلم بلغة الروح متجاهلة بذلك نداء الجسد ...
لقد كبرت وكبرت طموحاتي اكملت عمراً ليس بالقليل وعرفت اكثر ..
رغم انني لا زلت في مقتبل العمر ولكن تلك الاطياف وحروف كلمة " نضج "
لم يتركوا لي المجال لأتنعم بالسذاجة قليلاً ..
او ان اغرق في بحر من الخطايا من دون الرجوع الى الشاطئ ..!
اشعر بالام عندما اُعتبر صائبة بحقيقة كنت اظنها خاطئة افاجأ بانني ادركتها قبل من نصبها لي !
هدفي ليس فخراً , ليس ذكاءً , بل ان كلماتي لا تحمل اي دلالة او حقيقة يتطلب فهمها ..
كل ما في الامر انني ادركت متأخراً امور كنت قد ادركتها منذ زمن !
ولكنني فضلت دفنها في قبر من التجاهل ظناً مني بان ما يدفن لا يعود ابداً ..
او انه قد يصبح جزء من تراب قد اطأه في يوم ما ...

همسه
لا يفوح العطر من دون رائحة !
ولا تشرق الشمس قبل ان تغرب !
نعرف هذه الامور جيداً ولكننا لا ندركها ..

* 17 / 1430 ربيع الثاني

هروب " 9 "

مشاعر متفرقه ,, متباعده
ابعد مما يجب ان تكون عليه ..
لا تعلم على من تلقي اللوم .. علي انا ام على الزمآن
لم امنعهم يوماً من ممارسة طبيعتهم او من تحقيق مدآهم ..
وعندما اصابهم الطوى !
وهوج من الأحزان !
وجهوا انظارهم نحوي وكأنهم يلومونني بعد كل ما فعلته من اجلهم ...
يآآه يا احساسي المماذق ..
علقتني بك حتى خلتك تهوآني ..
اراك في صحوي ومنامي ..
تتجسد في حيرتي وتكتمل باحلآمي ..
معك احس بان الخوالج معي ولكن ضدي !
اجهلك كثيرا واعرف عنك اكثر ..
" رآحل بقلب غاسق ترقص على انغآم الهوى وتمارس جنونك مع خيوط المساء ..
شيدت من ابتسامتي امبراطورية لك !
وظللت انا بلا وطن !
بلا بسمة !
بلا .." انت "
يآ مشاعري المسكينه لا تخرجي كوني كما انتي بالدآخل واجعلي من الهدوء منهجاً لكِ ..
فحتى الاكناف تخذل اصحابها احيانا ...

* 02-12-2008

الهروب الأخير ..

آن الأوآن لأسجل اعترافاتي ..
لتعلم نفسي كم اشقتني .. كم اغرقتني في ايام البرحاء ..
ساطلب منها ان تتوقف .. ترحل وتاخذ جميع اقنعتها فلم يعودوا يعنوني الآن ..
صعب ذلك العالم .. عالم اسميته " العالم الجميل " ..~
كل ما فيه جميل .. كل من فيه جذلان ..!
لا غدر لا ظلم .. لا قهر لا شجن .. لا يوجد سوى البسمة والفرح ..
وكأنني حرمت دخول / المذكر / من الصفات عليه ..!
سكة قطار .. مسافرون كُثر .. يتوجهون الى باب القطار ..
وفي مخيلة كلٍ منهم بداية او نهاية ..
امتلئت المقاعد ودق جرس الرحيل ..
ولكن , الى اين ..؟
كل من فيه يجيب .. الى " العالم الجميل " ..
مزارع حزين .. لا يملك من الدنيا سوى ارض جرداء ..
قرر ان يملئها بالنرجس والسوسن .. لعل حياته تزهر مع تلك الأرض ..!
وها هو قد اتى بالبذور واخذ ينثرها في كل مكان ..
وكأنه يلقى مع كل بذرة هماً من همومه ..
بدأ بسقاية الأرض واستمر اياماً وشهوراً ..
ولكن , لماذا لم تظهر بعد ..؟
كل من حوله يجيب ..
لانها لا تريد سوى " العالم الجميل " ..
حبيبة ..
احبت رجلاً بكل صدق ووفاء .. وبادلها هو ذات الشعور ..
عاشوا ايام الهيام بكل تفاصيلها .. ولكن القدر لا يريد منهم ان يجتمعان ..
فنوت الرحيل وترك الحب الذي اضناها .. ومن كان لها كل شي ..
ولكن , الى اين ..؟
كل من حولها يجيب .. الى " العالم الجميل " ..
وفود كثر حزموا حقائبهم هرباً الى العالم الجميل ..
يستغيثون بي وبعالمي الصغير .. يحسبونني المنقذ لهم من الردى ..
ربااااه ماذا افعل .. هل سأردهم خائبين ..؟
ام انني ساكون مثلهم .. مسافرة الى السراب ..!
لن اخبرهم انني صاحبة هذا العالم او انه فكرتي .. ساكون فقط ممن صدقوه ..
ماذا بيدي ان افعل سوى الهروب الى الاشي ..!
وسحب كل تلك الوفود التي تابى ايجاد الحلول .. لتتعلق بقشة أمل ..
ساكون فقط ممن صدقوا " العالم الجميل " ..
لعلنا نصل اليه في يومٍ من الأيام ..

* 1428 / 29 جمادى الأولى

على قولة جدي